تحالف قوي الوئام : فضاء وطني مشترك …ودعامة التقدم والازدهار
ث
شهد المركز الدولي للمؤتمرات بنواكشوط، مساء أمس السبت، حفل انطلاق تجمع سياسي جديد تحت مسمي “تحالف قوى الوئام”
بسعي هذا التجمع إلي ترسيخ المناخ السياسي المنفتح الذي يشهده الوطن حاليا والذي كان من نتائجه التشاور الوطني بين مختلف القوىالسياسية والهيئات المدنية في البلد.
وتميز حفل الإعلان بخطاب ألقاه رئيسه؛ السفير شيخنا ولد النني ولد مولاي الزين، كشف من خلاله عن أن الجامع بين هذا الإطارالسياسي يتمثل في “دعم البرنامج الطموح لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني”، الذي يريد أن يرى من خلاله“موريتانيا موحدة ديمقراطية ومزدهرة ، بكل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي حتي يشعر كل واحد بأنه جزء لا يتجزأ من مشروع الحياةالسياسية والديموقراطية ، الذي يستنهض طاقات كل القوى الحية في البلاد بلا تمييز ولا تهميش ، سبيلا إلى إرساء دعائم التوجه الذي يريدأن يكون المواطن اولا هو المنطلق والمقصود في البرامج والقرارات “.
وبين ولد النني أنه” سعيا “ للحصول علي حراك وطني جامع، ينسجم أكثر فأكثر مع ما يطمح إليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولدالشيخ الغزواني من تلاقي الجهود والحشود من أجل هذا الوطن ، جاء تأسيس هذا التيار اليوم (تحالف قوى الوئام )؛ بوصلة مستبصرة فيظرفية هامة ومفصلية بعد عملية التشاور الناجحة التي تمت مؤخرا”.
وأضاف أن عملية التشاور تمت بتوجيه من الرئيس للحكومة، بين الأحزاب السياسية في البلاد وبإشراف مباشر من وزارة الداخلية ، و كانمن أهم مخرجاتها تنصيب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، “كمنعطف حاسم لتطبيق بنود هذا التشاور الوطني ، الذي نتطلع جميعا فيالساحة الموريتانية إلى أن يكون دعامة قوية لترشيد وتجديد الممارسة السياسية والديموقراطية في بلادنا بالتي هي أحسن في مناخ عامتسود فيه الثقة والحوار المتبادل بين جميع الفرقاء على حد سواء”؛ حسب تعبيره.
وأضاف: “أردنا اليوم – معشر السادة والسيدات – من خلال تيار الوئام ، ان نخرج بتصورنا العام لآفاق المرحلة المقبلة من جلباب الطموحاتالفردية والحزبية والتقليدية الضيقة ، إلى رحاب فضاء وطني مشترك يؤلف بين القلوب ويجمع بين الدروب ، وذلك سعي جاد وحقيقي منايعتمد على نكران الذات وتجاوز الخلافات من أجل المشاركة الفاعلة والنشطة انطلاقا من أرضية واحدة في الاستحقاقات الانتخابية القادمةالبرلمانية والبلدية والجهوية ، والتي ستنتصر فيها الأغلبية إن شاء الله تحت لواء واحد فقط الا وهو دعم ومساندة خيارات رئيس الجمهوريةفي تلبية تطلعات المواطن الموريتاني في مختلف مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كركيزة ثابتة في رؤية فخامته الطموحة ، ومن هنافإنني باسم تيار قوى الوئام ندعوكم جميعا فردا فردا إلى التعبئة الشاملة من الآن آناء الليل وأطراف النهار من أجل التسجيل على اللائحةالاتخابية لكل المواطنين في جميع أنحاء الوطن ، من أجل كسب الرهان في صناديق الاقتراع.
ومن جهة أخرى فإننا نود في هذا السياق العام باسم تيار قوى الوئام أن نثمن ما قامت به الحكومة بخصوص دعم القوة الشرائية للمواطن.
إلا أننا نود تعزيز ذلك الإتجاه، بفتح عدد أكبر من حوانيت التموين التابعة لتآزر وتفعيل لجنة رقابة السوق وكذا دعم جمعيات حمايةالمستهلك”.
وخلص رئيس التحالف إلى أنه “في هذا السياق دائما، نطالب الحكومة بالعمل علي سد الفجوة بين الإدارة والمواطن أينما كان ، كما دعاإلى ذلك فخامة الرئيس أكثر من مرة محذرا ومنبها ، فلا شيء يعلو لديه على المواطنين ، وكما أشار في مختلف المناسبات والزيارات أن علىالمسؤولين العموميين أن يعتبروا أنفسهم دائما خداما حقيقيين للمواطن الموريتاني اولا واخيرا خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل الصحةوالسكن والزراعة والحالة المدنية والقطاعات الخدمية الأخرى ذات العلاقة بالحياة اليومية في المأكل والمشرب والمركب .
ايها السادة أيتها السيدات إن الوئام الحقيقي الذي نريده جسرا للمشاركة السياسية وترسيخ الوحدة الوطنية والبناء الديمقراطي السليم ،إنما يتأسس اولا في عقول البشر ، وخاصة في نفوس ناشئتنا وأجيالنا الصاعدة بالتعليم العمومي ، ومن هنا فإننا نثمن عاليا التوجه الجادلتشجيع المدرسة الجمهورية ، وانطلاق قطارها الجديد من مقاعد الدراسة الأولى هذا العام ؛ وهي خطوة هامة لإذابة الفوارق الاجتماعيةوالطبقية وإعداد جيل وطني مستنير ، قادر على استشراف رؤية افضل للمستقبل.
إن تيار تحالف قوى الوئام وهو يعلن عن تأسيسه اليوم يراهن على صهر كل الطاقات والتوجهات ، وفي طليعتها تلك القوى الحية من جماهيرالنساء والشباب والحرفيين–بناة الوطن–، توقا لفوزنا جميعا في الانتخابات المقبلة في كل محطاتها ، لكن هذا التيار المساند لفخامة الرئيسوأغلبيته يريد الفوز بكم اولا ولكم ثانيا ، لأنكم تمثلون موريتانيا الوحدة والإخاء والتنوع ، موريتانيا الجميلة التي أراد لها فخامة الرئيس ، انتسير على محجة غراء من سنة التشاور وإشراك كل الفاعلين السياسيين بلا تمييز ولا إقصاء ، وهي فرصة سانحة هنا لأوجه نداء باسمكمجميعا على هذا المنبر ، لتلك الأطراف الأخرى في المشهد السياسي ، التي فاتنا سابقا شرف مشاركتها في التشاور الماضي بين إخوةالوطن الواحد ، من أجل الالتحاق بنا هنا في ركب واحد ، وإن تعددت مذاهبه ومشاربه، فمن آياته تعالى اختلاف هذه الالسنة والألوانوالآراء ، لكن الرأي السياسي لا يفسد للود قضية فكلنا على ثغر من ثغور الولاء والإخلاص لهذا البلد الأمين الذي خصه الله بنعمة الأمنوالأمان في كنف الإسلام والإيمان ، حتى تظل موريتانيا آمنة مطمئنة يسودها الوئام والسلام وهي تمضي صعدا في مراقي التنميةوالازدهار”.
وختم المشاركون بإصدار إعلان تأسيسي يحدد طبيعة وأهداف التحالف السياسي الجديد؛ جاء فيه:
“وعيا منا بما تحقق من إنجازات عملاقة لوطننا الحبيب بفضل الرؤية الثاقبة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذتوليه مقاليد السلطة، وما نجح في تحقيقه من مكاسب كبيرة لموريتانيا في ظرف قياسي وفي سياق داخلي وخارجي بالغ التعقيد مثل تفشيجائحة كوفيد 19 التي أربكت أغلب دول العالم واندلاع حروب وأزمات أثرت على الاقتصاد والأمن العالميين فضلا عن الكثير من التحدياتالطارئة التي واجهت وتواجه العالم اليوم.
لقد استطاع رئيس الجمهورية تجنيب بلادنا الكثير من المحن وأقام فيها أسس الوئام و التصالح مع ذاتها وهويتها العربية الافريقية المسلمة،كما عزز أجهزة الرقابة على المال العام، و بنى الثقة بين القمة و القاعدة، وبذل جهودا مكثفة في سبيل تحسين الخدمات وتشجيعوالاستثمارات للرفع من مستوى حياة المواطنين فضلا عن القيام بخطوات جادة وملموسة لإصلاح التعليم وتطويره من أجل تكوين أجيالقادرة على البناء ومواجهة التحديات، كما عمل جاهدا على تعزيز استقلال القضاء وحماية السيادة الوطنية وتعزيز القدرات الأمنية لتحقيقالاستقرار والسكينة إضافة للعديد من الإنجازات التي شملت شتى المجالات والتي لا يتسع المقام هنا لذكرها، انجازات مازالت في المجملتحتاج لاستراتيجية إعلامية تقدمها للمواطنين وتضمن ديمومتها في وعيهم الجماعي.
انطلاقا مما سبق واستنادا عليه، فقد تأسس تحالف وطني تحت اسم “(تحالف قوى الوئام) بمبادرة من مجموعة من الأطر والفاعلينالسياسيين داخل كل ولايات الوطن يسعى في مراميه وأهدافه الكبرى إلى:
– تحقيق تنمية شاملة ومندمجة على امتداد التراب الوطني.
– التفاني في تجسيد قيم الديمقراطية من حرية و عدل و مساواة و تضامن داخل مختلف فضاءاتنا الشعبية بتنوعها العرقي الثري
ـ الحرص على نبذ خطاب الكراهية و التطرف العرقي و النعرات الفئوية والرواسب السلبية للقبلية و الجهوية و الزبونية
ـ السعي الدءوب إلى تجذير الخطاب الإسلامي السني الوسطي المعتدل و نبذ كل أشكال التطرف و الغلو.
ـ الانفتاح على كل المجموعات و الفاعلين السياسيين الراغبين في الانتماء إلى هذا التحالف الوطني و المؤمنين بقيمه و أهدافه.
– تعزيز و صيانة المكتسبات الوطنية و تجذير الوعي بها داخل مختلف دوائر مجتمعنا.
انواكشوط. 05 نفمبر 2022
المكتب التنفيذي”