من أجلنا جميعا…

التطرف مضاد للتحضر والعيش المشترك الآمن الذي يضمن حياة الجميع في ظل سلم اجتماعي في مجتمع له حق الطاعة والرعاية والحفاظ على وحدته وانسجامه من طرف كل مواطنيه .
فهكذا يقول شرعنا وتدعوا إليه قيمنا ويعمل المجتمع على ذلك تطبيقا وانتهاجا تمشيا مع الذوق العام وتماشيا مع النظم والبرتوكولات
الد ولية .
فالتطرف دعوة مقيتة ومستهجنة مرفوضة قولا وفعلا وعملا بغض النظر عن تتبع مصادر الدعوة وأسبابها لأنه ببساطة هناك وسائل قانونية خاصة للتعبير عن الرفض والاحتجاج على قرار ما أونتيجة ما بطرق متحضرة ينسجم معها الجميع وتقنع الجميع وتشكل مرتكزا للنقاش وإعادة النظر على أسس سليمة تجمع الجميع على أحقية صاحبها وسلامة طرحه وقوة حجته وبهذا يفرض الإستماع الى مايقدم من اعتراض على موقف ما ولا ينتصر لنفسه بحكم مسبق ويدعو إلي موقف قد يكون المتضرر فيه أعم وأكبر من طرف أخذ لنفسه حقا عاما لا يتحكم في نتيجته التي هي غالبا ضد السلم العام وتصب في إطار التشرذم والتفكك والفوضى العارمة التى يشعلها شخص ويعجز جمع كبير عن إخمادها.
فمصادر وحدة مجتمعنا عديدة ومسالمته وجاهزيته لمناصرة أخيه في أي ظلم بين تجعلنا لا نعرض سلامته لدعايات سياسية لاتخدم عادات عشنا عليها وتجلت في سرعة الانسجام لنصرة المظلوم بغض النظر عن لونه أو شريحته اوتصنيفه والمواقف في هذا الصدد كثيرة واتحاد المواطنين في موقف واحد من أجل إظهار الدعم ورفع الظلم
أمثلتها قريبة في عدة حالات استدعت ذلك وكانت الوحدة الوطنية فيها سباقة وتجلت فيها عظمة الشعب الموريتاني وقوة تلاحمه بغض النظر عن تصنيفات بنيت على اهداف سياسية تقنع جماعة وتختلف عليها أخرى حسب ما يمليه ظرف سياسي ما في ظل ساحة سياسية مبنية على تغير المواقف انسجاما مع رغبات ودعوات يتحكم فيها فرد في الغالب يستجدي التعاطف من جماعات لم يترك لها التفكير في النتائج واستغلت طيبتها وحكمها بحسن الظن وتصديق النيابة في الولاء والموقف .
فيا أيها السياسي ..ويا أيها العامل الممتهن للسياسة ..ويا أيها المتصدر للفعل السياسي ويا أيها الحقوقي ..لطفا بنا ولطفا بمجتمع يعيش ضمن عالم متحرك تقوده الأطماع لقيادة العالم وسلاحه فيها هو زرع الشقاق بين مكونات المجتمعات لخلق تذمر عام يولد صداما بين مكونات المجتمعات لا يستثني قويا ولا ضعيفا يوزع شباك التفرقة بعدالة بين كل مكونات المجتمعات لكي تعم الفوضى ويتحكم القوى في توجيه الضعيف المنهك في مناصرة وحشد أرغم عليه في لحظة ضعف وطني غاب فيها التبصر وتحكيم العقل وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار..فلا إجماع اطلاقا على أحقية رأي من طرف واحد وما أراه أنا حقي يراه غيري مصادرة لرأيه وانتزاعا لحقه لكن تحكيم العقل والرجوع إلي الحوار الهادئ حول نقاط الاختلاف والتركيز على النقاط المشتركة وعدم الاستعجال في أخذ القرارات والابتعاد عن العنف والدعوة لاستجلاب النعرات كلها امور تجعل التظلم يأخذ مجراه العادل والانصاف يحل مكان الاقصاء ونعيش في ظل سلم اجتماعي فرضه واقع الإنصاف الذي رضي به الجميع بديلا لكل تأزم لا يخدم سياسة الانفتاح وخدمة الطبقات الهشة واشراك الجميع في الرفاهية التى دعى إليها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وطبقها في كل لقاء مع شركاء العمل السياسي وتعهد بها في تعهداته أمام شعبه وتجلت في كل مواقفه اللاحقة .

بقلم مريم بنت امود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *